محبة النبي قائد المنتدى
عدد الرسائل : 142 العمر : 35 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/09/2008
| موضوع: كنــــــــز (بسم الله ) الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 11:38 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه اجمعين....
«بسم الله» رأس كل خير وبدء كل أمر ذي بال، فنحن أيضاً نستهل بها. فيا نفسي اعلمي! إن هذه الكلمة الطيبة المباركة كما أنها شعار الإسلام، فهي ذكر جميع الموجودات بألسنة أحوالها. فان كنت راغبة في إدراك مدى ما في "بسم الله" من قوة هائلة لا تنفد، ومدى ما فيها من بركة واسعة لا تنضب، فاستمعي إلى هذه الحكاية التمثيلية القصيرة: إن البدوي الذي يتنقل في الصحراء ويسيح فيها لابد له أن ينتمي إلى رئيس قبيلة، ويدخل تحت حمايته، كي ينجو من شر الأشقياء، وينجز أشغاله ويتدارك حاجاته، وإلاّ فسيبقى وحده حائراً مضطرباً أمام كثرة من الأعداء، ولا حد لها من الحاجات. وهكذا.. فقد توافق أن قام اثنان بمثل هذه السياحة؛ كان احدهما متواضعاً، والآخر مغروراً، فالمتواضع انتسب إلى رئيس، بينما المغرور رفض الانتساب. فتجولا في هذه الصحراء.. فما كان المنتسب يحل في خيمة إلا ويقابل بالاحترام والتقدير بفضل ذلك الاسم وإن لقيه قاطع طريق يقول له: "إنني أتجول باسم ذلك الرئيس".. فيتخلى عنه الشقي. أما المغرور فقد لاقى من المصائب والويلات ما لا يكاد يوصف، إذ كان طوال السفرة في خوف دائم ووجل مستمر، وفي تسوّل مستديم، فأذلّ نفسه وأهانها. فيا نفسي المغرورة! اعلمي!.. إنك أنت ذلك السائح البدوي. وهذه الدنيا الواسعة هي تلك الصحراء. وإن "فقرك" و "عجزك" لا حد لهما، كما إن أعداءك وحاجاتك لا نهاية لهما. فما دام الأمر هكذا؛ فتقلدي اسم المالك الحقيقي لهذه الصحراء وحاكمها الأبدي، لتنجي من ذُلّ التسول أمام الكائنات، ومهانة الخوف أمام الحادثات. نعم! إن هذه الكلمة الطيبة "بسم الله" كنز عظيم لا يفنى أبدًا، إذ بها يرتبط "فقرك" برحمة واسعة مطلقة أوسع من الكائنات، ويتعلق "عجزك" بقدرة عظيمة مطلقة تمسك زمام الوجود من الذرات إلى المجرات، حتى إنه يصبح كل من عجزك وفقرك شفيعين مقبولين لدى القدير الرحيم ذي الجلال. إن الذي يتحرك ويسكن ويصبح ويمسي بهذه الكلمة "بسم الله" كمن انخرط في الجندية؛ يتصرف باسم الدولة ولا يخاف أحداً، حيث إنه يتكلم باسم القانون وباسم الدولة، فينجز الأعمال ويثبت أمام كل شيء. | |
|